من هم اهل الاعراف، يزخر القرآن الكريم بالعديد من الأسماء الخاصة بالأمكنة ودلالاتها فضلًا عن الجزاء الذي يُجزي به أصحابها ومن بين تلك الأمكنة الأعراف، وهو جبل بين الجنة والنار وتعود تسميته إلى هذا الاسم كونه يُشرف على الجنة والنار  ويقول عنه علماء الدين والمفسرين أنه المكان الذي يُشكل المآل الأخير للبشر بعد الحياة التي يقضونها وهو من الغيبيات التي أوردها القرآن الكريم ولا يُمكن تحديده بشكل تام إذ قد يكون جبلًا وقد يكون نقطة فاصلة بين الجنة والنار وقد يكون أيضًا مكان مرتفع يقف عليه البشر ويُبصرون بأم عينهم إلى أي مصير هم ذاهبون.

من هم اهل الاعراف

على الرغم من التفسيرات الكثيرة والتي أورد فيها المفسرون أقوال مختلفة لصحابة رسول الله حول أهل الاعراف إلا أنهم اجمعوا على أن اهل الأعراف هم أشخاص تساوت حسناتهم مع سيئاتهم وباتوا بين بين إذ أن زيادة حسناتهم تُشير إلى انتقالهم إلى أهل الجنة والعكس صحيح فإن زيادة السيئات على الحسنات لديهم تُشير إلى انتقالهم ليكون من أهل النار وإن وقوفهم على هذا الخط الفاصل هو البقاء في الاعراف حتى تحل عليهم رحمة الله فيُنجيهم من النار ويُدخلهم الجنة.

لماذا سمي اهل الاعراف

يقول عملاء الدين والمفسرون أن سبب تسمية أهل الأعراف بهذا الاسم يعود إلى معرفة أولئك الفئة من الناس الجنة والنار فقد عرفوا الجنة وتيقنوا من صفات سكانها الذين أكرمهم الله بالدخول إليها والتمتع بخيراتها التي لم تراها عين بشر ولا خطرت على قلب أي منهم ، كما أنهم عرفوا أهل النار وعاينوا وجودهم في العذاب المقيم الذي خصهم الله به كونهم لم يُطيعوا أمره ولم يلتزموا بنواهييه.

فيما أشار بعض المفسرين إلى أن سبب التسمية يعود إلى المكان الذي يقف عليه هؤلاء الفئة من المسلمين الذين تساوت حسناتهم بسيئاتهم هو مكان مرتفع بين الجنة والنار.

ما هي الأعراف

يُشار إلى أن الاعراف في اللغة هي جمع لكملة مفردة “عرف” ويُطلق عرف على العلامة التي تعلو رأس الديك والتي تميزه عن سائر جسده كما قال الطبري في تفسيره أن العرف هو المكان المرتفع الذي يتميز به الشيء عما انخفض منه.

وفي الاصطلاح فإن الأعراف هي حجاب أو سور أو جبال بين الجنة والنار حيث تكون كالحاجز بين الجنة والنار ويطلع أصحاب الاعراف من خلاله على أهل الجنة والنار ويعرفونهم بسيماههم التي تعلو وجوههم.

اهل الاعراف في القرآن

ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تُشير إلى أهل الاعراف وقد أفرد الله سبحانه وتعالى في سور كتابة الكريم المئة وأربعة عشر سورة، سورة كاملة تحمل اسم الاعراف، ومن الآيات التي وردت في أهل الاعراف قوله تعالى:” يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظروا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورًا فضرب بينهم بسورٍ له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب”.

كما جاء في قوله تعالى:” وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون”.