خطبة عن ذكرى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، تُعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أكثر الحوادث في تاريخ المسلمين ألمًا لما رافقها من فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم جسدًا ولما صار من حالة الارتباك بين المسلمين لكن قدر الله كان أن تبقى سيرته هاديًا للعالمين الذين تناسلوا من بعده فعرفته البشرية من القراءات في السيرة والتزمت بهديه حبًا له وإيمانًا بما أنزل له ، وفي كل عام يبحث الكثير من الأشخاص عن بعض المواقف التي يُمكن الحديث عنها في خطبة عن وفاة النبي صلى الله عليه وسلم..

محمد صلى الله عليه وسلم سيرة ذاتية

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، خاتم الأنبياء و الرسل، و رسول الله إلى البشرية بالدين الإسلامي الحنيف الذي بعثه الله سبحانه وتعالى رحمة للعالمين ليُخرجهم من ظلمات الكفر إلى نور الإسلام، وقد منحه الله معجزة القرآن الكريم ليكون مصدقًا لأقواله و أفعاله و صفاته.

وقد ولد عليه الصلاة والسلام في 12 ربيع الأول من عام الفيل الموافق للسنة الميلادية 571، ويُعد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء والمرسلين وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالإيمان به وبرسالته وكتابه كما أمرنا بالإيمان بكافة الأنبياء والمرسلين السابقين، غير أن الله اختصه بفضل واصطفاه عنده كسيد الخلق ومما يدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم:” أنا سيد ولد آدم يوم القيامة وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع وأول مشفع”.

صور عبادة المسلمين للنبي محمد صلى الله عليه وسلم

إن محمد صلى الله عليه وسلم رسول الله وشفيع الأمة فهو سيد البشر ولكنه لا ينطق عن الهوى إذ هو وحي يوحى وقد قال الله سبحانه في ذلك :” قل إنما أنا بشر مثلكم يوحي إلي إنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا ولا يُشرك بعبادة ربه أحدًا” فقد أمر الله سبحانه وتعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يُخبر أمته أنه بشر إلا أن الله سبحانه وتعالى اصطفاه من أجل حمل الرسالة وأوحى إليه بشريعة التوحيد والهداية.

فيما حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من مظاهر الغلو فيه وقال صلى الله عليه وسلم لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله”، فهو عليه السلام على الرغم من اصطفائه إلا أنه لا يملك من أمر نفسه نفعًا ولا ضرًا ولا يملك لأقرب أقربائه شيئًا ولكن البعض يُصرون على عبادة الأنبياء من دون الله وهذا باطل ولا يصح أبدًا ويُعد مرتبة من مراتب الشرك بالله ومن صوره عبادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ما يلي:-

  1. دعائه من دون الله عز وجل
  2. طلب النصرة منه على الأعداء
  3. النذر له
  4. السجود لقبره
  5. طلب قضاء الحوائج منه دون الله سبحانه وتعالى
  6. الاستغاثة به في الشدائد

هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم

إن الهجرة فيصل بين الحق والباطل أعز الله بها المسلمين بعد أن كانوا أذلة وجعل لهم فيها القوة بعد الضعف وأعلى كلمته وصدق وعده ونصر عبده وأعز جنده الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل إعلاء الدين ، ولتعلموا أحبتي أن التاريخ السنوي لم يُعمل به مع إشراقة فجر الإسلام وإنما كان المسلمون يُأرخون للأعوام بأحداثها كعام الحزن، وعام الرمادة ، وعام الخندق، وعام الفتح وغيرها وبقوا على عهدهم حتى تولى الخلافة الإسلامية عمر بن الخطاب رضي عنه وتحديدًا في السنة الثالثة لخلافته.

أحبتي إن من أهم دروس الهجرة الثقة بنصر الله سبحانه وتعالى وكمال اليقين برفع الظلم والبلاء عن عباده المؤمنين وهو ما حدث عندما بلغ المشركين باب غار حراء الذي تحصن به الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من أعدائه وأعداء الإسلام فقال حينها أبو بكر الصديق والله يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى موضع قدميه لرآنا وما كان من رسول الله المتيقن بنصر الله وإتمامه لرسالته للبشرية إلا أن رد على أبا بكر : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما” وبعدها نزل جبريل بآيات مصدقًا ليقين الرسول في قوله تعالى:” إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنودٍ لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هي العليا والله عزيزٌ حكيم”

ذكرى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم

يصادف يوم الثامن من يونيو في السنة الميلادية من كل عام ذكرى وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويستذكر فيه المسلمون الحادث الأليم الذي صعدت فيه روحه صلى الله عليه وسلم إلى بارئها وكان يُردد الرفيق الأعلى الرفيق الأعلى من الجنة وكان ذلك في يم الاثنين بعد ثلاثة عشر يومًا من مرضه حيث خرج صلى الله عليه وسلم إلى الناس وكانوا يُصلون الصبح فساد الفرح في أساريرهم إلا أنه عاد ليضجع في حجر عائشة بنت أبي بكر.

وحين توفي ثار عمر بن الخطاب وراح يقول بين الناس :”والله ما مات رسول الله ﷺ، وليبعثنه الله فليقطعنّ أيدي رجال وأرجلهم” فيما جاء أبو بكر مسرعًا فكشف عن وجهه وقبّله، وقال :” بأبي أنت وأمّي، طبتَ حيًا وميّتًا” ثم خرج وخطب بالنّاس قائلاً :”ألا من كان يعبد محمدًا ﷺ، فإنّ محمدًا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت”.

اقرأ يضًا : من هي ثريا زوجة شاه ايران