من صاحب لقب شاعر القطرين، الشعر العربي الحديث زاخر بأسماء شعراء خلدتهم أعمالهم وكثيرًا ما يتم تداولها بالإلقاء في المناسبات الوطنية إذا كانت تُناسب الحدث أو يتم إعادة نشرها في الصالونات الثقافية وغيرها، وشاعر القطرين أحد أعمدة الشعر الحديث والذي استطاع أن يغوص بكلماته الشعرية في نفوس الناس فتارًة يلهبها حماسة وتارة يُطفئ بها نيران الشوق المشتعلة في القلوب، فمن هو صاحب لقب شاعر القطرين، ولماذا لقب بذلك.

من صاحب لقب شاعر القطرين

المتابع للدراسات في مجال الفنون الأدبية والشعرية والذي يغوص في البحث عن السير الذاتية للرواد من الأدباء يجد أن الشاعر خليل مطران هو الملقب بشاعر القطرين.

تعود أصول شاعر القطرين إلى لبنان إلا أنه عاش حياته في مصر وهو من مواليد 1872 وقد توفي في الأول من يونيو للعام 1949 عن عمر ناهز الـ 77 عامًا، وقد قد أحيا موقع جوجل العالمي ذكرى وفاته بوضع صورته على الواجهة الرئيسية للموقع.

من هو خليل مطران شاعر القطرين؟

اسمه بالكامل خليل بن عبده بن يوسف مطران ولد من مواليد يوليو عام 1872م في مدينة بعلبك اللبنانية، درس مراحله التعليمية الأولى في المدرسة البطريريكية في العاصمة بيروت، ومن ثم تلقى توجيهاته في البيان العربي على يد أساتذة كبار هما الأخوين خليل وإبراهيم اليازجي.

اهتم بالاطلاع على الأشعار العالمية كشعر فكتور هوغو وغيره من أدباء ومفكري أوروبا، وانصب اهتمامه في فترة معينة على دراسة الأدب الغربي خاصة بعد أن هاجر إلى باريس.

لماذا سمي خليل مطران بشاعر القطرين

كما تحدثنا فإن الولادة الأولى للشاعر خليل مطران كانت في لبنان حيث الموطن الأبوي ومن ثم التهيؤ والدخول إلى الحالة الشعرية لكنه عاش معظم حياته متنقلًا بين الأقطار وخاصة مصر ولذلك أطلق عليه شاعر القطرين والمقصود بهما لبنان ومصر.

كان يُشبه بـالأخطل بين حافظ إبراهيم وأحمد شوقي كما شبهه المنفلوطي بان الرومي ومن هنا اكتسب أيضًا لقبه وبعد وفاة حافظ وشوقي تم نعته بشاعر الأقطار العربية.

الشعر الثوري في حياة شاعر القطرين

كما الشعراء في عصره التزم خليل مطران الغوص في المشاكل السياسية التي تُعانيها الأوطان العربية وقام بإنشاد العديد من القصائد الثورة والوطنية، ويُعرف عنه أنه شارك بحسه الوطني في بعض الحركات التي حملت حلم تحرير الوطن العربي، ومن خلال عمله في جريدة الجوانب المصرية اليومية استطاع أن يُحقق المناصرة الوطنية لمصطفى كامل باشا في حركته الوطنية

ومن أبرز قصائده الثورية قوله:

شـرِّدُوا أَخْـيَـارَهَـا بَحْراً وَبَرا وَاقْـتُلوا أَحْرَارهَا حُرّاً فَحُرَّا

إِنَّما الصَّالِـحُ يَـبْقَى صَالِحاً آخِـرَ الدَّهْرِ وَيَبْقَى الشَّرُّ شَرَّا

كَـسرُوا الأَقْلامَ هَلْ تَكْسِيرُهَا يمْنَعُ الأَيْدي أَنْ تَنْقُشَ صَخْرَا

قَـطِّـعُوا الأَيْديَ هَـلْ تَقْطِيعُها يَـمنَعُ الأَعْينَ أَنْ تَنْظُرَ شَزْرَا

أَطْـفِئُوا الأَعْيُنَ هَلْ إِطْفَاؤُهَا يمْنَعُ الأَنْفَاسَ أَنْ تصْعَدَ زَفْرَا

أَخمِـدُوا الأَنْفَاسَ هَذَا جُهْدُكمْ وَبِـه مَـنْجـاتُنَا مِـنْكُمْ فَشكْرَا