ما الحكمة من تنوع الخلق، من عظيم خلق الله سبحانه وتعالى خلقه السماوات بدون عمد والأرض بلا وتد، وخلقهم في ستة أيام، وقد كان هذا الكون بما فيه من مخلوقات دليل على عظمة الخالق وإبداعه وقدرته اللامحدودة، وفيه من الدلائل ما يلجم الملحدين الذين ينكرون وجود الله، ويعتبرون أن الكون قد خلق صدفة بحتة، ولا يوجد خالق له، لكن الله سبحانه وتعالى أوجد من الدلائل وخلق للإنسان بالعقل ليتدبر ويتفكر في خلق الله ومدى قدرته، سواء كان هذا في الأرص ومخلوقاتها، أم في السماء ونجومها وفضائها.

ما هو التنوع الذي جعله الله في الخلق

خلق الله سبحانه وتعالى الخلق ليعبدوه ويعظموه، فقد ذكر الله عزّ وجل في كتابه العزيز الغاية من خلق الخلق سواء كانوا جناً أو إنساً، فقال الله سبحانه وتعالى” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”، وقد خلق الله سبحانه وتعالى المخلوقات وجعل فيها تنوعاً ليكون من آيات الله سبحانه وتعالى، وذلك لتتعدد البشرية ليحدث التناسل والتكاثر، فهناك بيئات لا يصلح لها الأبيض وبيرو يناسبها الأسود وهكذا، وكان هذا الاختلاف ليتناسب مع البيئات التي يتواجد بها الخلق.

لماذا اوجد الله التنوع والتمايز في الخلق

وقد خلق الله سبحانه وتعالى الخلق وجعلهم مختلفين في العقول، ولذلك نجدهم مختلفين في وجهات النظر، وقد بارك الله سبحانه وتعالى في الأرض عندما خلقها، وجعل فيها من الرزق ما يكفي لجميع مخلوقاته، كما أن خلق الله سبحانه وتعالى للخلق وجعل التنوع فيهم دليل على عظمته وحكمته البالغة وتقديره المحكم، فالله سبحانه وتعالى كان قادراً على أن يخلق الخلق من نوع واحد دون تنوع، لكن لحكمة عنده جعلهم مختلفين، وذلك للتأكيد على وحدانية الله عزّ وجل.

ما الفائدة من تناوع الخلق

فالله سبحانه وتعالى خلق من كل شيء زوجين ليدلل أنه سبحانه وتعالى المستحق بالافراد بالعبادة والتوحيد، وأنه الخالق لكل هذا النظم المحكم الذي يسير وفق تقديره عز وجل، وقد خلق الله سبحانه وتعالى الناس مختلفين في الصلاح، فنجد أن هناك من هو صالح، وهناك من هو مفسد، فيكون هناك صراع من أهل الحق على أهل الباطل لإصلاح الأرض وعمارتها، كما ورد في القرآن الكريم “ولولا دفع الله الناس بعضهم  ببعض لفسدت الأرض”.

لماذا جعل الله التمايز بين الخلق

ومن حكمة الله في تنوع الخلق أيضاً أن هذا التنوع يفيد الناس بعضهم بعض، فيتشارك كل مخلوق بالنفع لغيره، فينشأ تكامل بين المخلوقات، وبذلك يسهل القيام بالهدف الذي خلقنا الله لأجله وهو عمارة الأرض واستخلافها، وذلك بالتكامل الذي ينشأ بين مخلوقات الله، كما أنه في اختلاف مستويات الناس وخلق الله الفقير والغني والمريض والصحيح فتنة للناس واختبار إيمانهم وابتلائهم، فيرى الله سبحانه وتعالى هل سيرضى الانسان بالقضاء الذي قدره الله له، وهل سيشكره على النعم التي أنعم بها عليه أم أنه سيسخط ويفجر وينكر نعم الله، وأيضاً بخلق الله الأزواج من الذكور والإناث حفظ للنسل واستمرار التكاثر واستمرار حياة المخلوقات على وجه الأرض إلى يوم القيامة.